القائمة الرئيسية

الصفحات



ادوات المعرفة
المنهج :الطريق او المسلك الذي يمكن ان يسلكه اي باحث لترتيب افكاره للوصول الى غاية علمية.

-علم المناهج :

يقصد بها دراسة المناهج العلمية و التقنية الي تتبعها مختلف العلوم و التخصصات و تختلف المناهج باختالف الميادين المراد البحث فيها,
و قد اجمع اغلب الباحثي عن اعتبار المنهج طريقة توجيه و قيادة التفكير. و المنهج اذن هو مجموعة من العمليات النظرية و العلمية المتناسقة فيما بينها و التي يصيغها علم من العلوم بهدف الوصول إلى غاية محددة وذلك عن طريق اتباع مبادئ و قواعد توجه البحث
بشكل منظم.
كون اي منهج يتالءم مع خصوصية الموضوع المبحوث فيه و مع موقف الباحث كاتباع المنهج البنيوي يفترض االيمان بالبنية كمحبذ اساسي, و يحتم على الباحث االلتزام بموقف نظري و علمي محددين في مجال النظر الى المشكل وفي طرق التعامل معه ال من حيث ترتيب المعطيات و ال في معالجتها.
-المقترب:
يعتبر المقترب عملية اقل صرامة من المنهج و ال يلزم المرور بنفس المراحل المعتمدة للوصول الى البرهنة. ان المقترب يعبر عن احترام كبير للموضوع و عن حذر شديد في التعامل معه وغالبا ما يتم اللجوء الى استعمال المقترب لدراسة الظواهر التي تتميز باضطرابات كبرى و ال يمكن التنبؤ بردود فعلها.
-التقنيات:
هي االجراءات العملية التي تستخدم على مستوى معاينة الوقائع و ضبط اجراءاتها الميدانية, فهي تشبه المنهج و ال تختلط معه. و ترتبط التقنيات بالمنهج المتبنى, فهي تساعده في الجوانب التي هو في حاجة اليها بهدف ضبط اكثر لعناصر البحث كما تكون متالئمة مع تصوره , فالمنهج هو تصور نظري باالشكالية يمكنه االستعانة بعدد من التقنيات اذا لزم االمر. فالتقنيات فهي وسائل بخدمة هدف محدد و لن تكون ذات ابعاد و اطر نظرية او موردية اذا لم تكن مؤثرة فيه.
-المنهج الوظيفي :
قيمة الشيء داخل منظومة و قيمته خارجها

النظرية:
ان كل علم يقوم على النظريات , و النظريات تقوم على المفاهيم. فما هي النظرية ؟ وماذا يقصد بها؟
لفظ النظرية مشتقة من اللغة اليونانية و التي تعني المالحظة او المشهد , وتعني مجموعة من االفكار و المعلومات التي تقوم على اساس عالقات رياضية دقيقة و مضبوطة . فاي علم من العلوم نجده يشمل المبادئ و النظريات. و للنظريات ثالثة دالالت اساسية:
-1الداللة االولى : تكتل فكري او مثالي لوقائع معينة تشير الى التفريق بين ما هو علمي و ما هو نظري.
-2الداللة الثانية : هي مجموعة من الفرضيات التي يبرهن عليها بعدد كبير من الوقائع و تتصف بكونها نسبية.
-3الداللة الثالثة : مجموعة من االفتراضات التي تصاغ بالفاظ دقيقة انطالقا من وقائع موضوع الدراسة او البحث . وهي مجموعة من البراهين متسلسلة بعضها ببعض تسمح باستخالص النتائج و البراهين, بعد مواجهتها بمعطيات اخرى.
فالنظرية اذن بناء تجريبي تقدم تفسير الظاهرة او الظواهر االجتماعية موضوع البحث, فتجميع عدد كبير من الوقائع و المعطيات من خالل المالحظة حول ظاهرة
معينة امر غير كافي, بل ال بد من استخراج القوانين او الخصائص االساسية التي تحدد او تميز عمق الظاهرة موضوع البحث .
فالوقائع االجتماعية ال يمكن االمساك بها بصفة مطلقة النها متحركة و متغيرة بصفة دائمة فالنظرية تقتصر على جزء صغير و محدد من الوقائع لذا يجب ان يكون هناك حركة مستمرة بين المجرد و الملموس و بين الواقع المدروس وبين الفكر المفسر له النه بهذه الطريقة يمكننا معرفة العناصر الثابتة و العناصر المتحركة.
المفاهيم:
يعتبر المفهوم اداة من ادوات المعرفة فهو وسيلة يستعين بها الباحث في بحثه و تساعده على ضبط حدوده و بناء منهجه. و المفهوم يختلف عن الفكرة او المعلومة. فالمفهوم يتميز بالدقة, و الفكرة او المعلومة تعكس صورة ذهنيةفضفاضة. كما ان المفاهيم تسمح لنا بالتواصل بطريقة افضل مع االخر, و الفرق  بين المفاهيم في العلوم الطبيعية و العلوم االجتماعية هو في مستوى الدقة   فقط. فالمفاهيم في العلوم الطبيعية تحاول تفسير ما يتكرر بينما في العلوم الاجتماعية فهي تحاول ان تبرر ما هو وحيد و منفرد.
ان المفهوم اداة ضرورية لالمساك بالخاصيات االساسية لظاهرة اجتماعية الن الظواهر ال تكشف اال على جانب او جزء منها, و المفهوم ياتي ليساعدنا على استحضار االبعاد الخفية او الغائبة و وسيلته في ذلك التجريد. فالمفهوم هو فكرة مجردة عن الظاهرة موضوع الدراسة , فعندما نقول مثال مفهوم االنسان او مفهوم الحيوان فهذا يبقى انه يتضمن الخصائص المشتركة بين الناس رغم اختالفهم في كثير من االشياء و لكنهم يشتركون في خصائص اساسية كالعقل و النطق والاجتماع.... فنحن ننطق من المحسوس الى المجرد فعندما نقول مفهوم السلطة السياسية فنقصد به جميع المجاالت التي يكون فيها احتكار شرعي للعنف و فرض ارادة الحاكمين على المحكومين وذلك بغض النظر عن طبيعة هذا الاحتكار او هذه السلطة هل هي ديمقراطية ام مستبدة ام اشتراكية.
فعندما يعاين الباحث ظاهرة من الظواهر فانها ال تسمح و ال تبوح اال بجزء من حقيقتها و عليه ان يجمد نفسه لكي يدرك او يكشف النقاب عن االجزاء الخفية بواسطة التجريد النها اما ال تظهر له او ال يستطيع تلمسها ماديا معتمدا على ذلك على ما توفر لديه من عالمات دالة و مميزة انطالقا مما يتوفر لديه من ملاحظات و افكار و انطالقا مما يرى و يسمع فهناك عقارب الساعة تدور بشكل دائري يرافقها صوت مرتب و منظم فيفترض اذن وجود حركة و ترابط متداخل بين الصوت و الحركة و ضروري الشتغال تلك الساعة فالظاهرة هنا هو العقارب و الصوت لكن المجرد هو حركته و عجلته.
-وظيفة المفهوم:
زيادة كون المفهوم طريقة ضمنية لتصور الموضوع و ادراكه. فبواسطته يمكننا ادخال نوع من النظام و الضبط و الترتيب في الواقع المعقد. فباستخراج العناصر االساسية اي ذات الداللة الكبرى بالنسبة للموضوع يتم الفرز االولي للكم الهائل من المعطيات و المعلومات و يتم استخراج ما هو اساسي و جوهري من الظاهرة
قصد تحليله. كما ان المفاهيم هي التي تحدد الجوانب المهنية في دراسة ظاهرة من الظواهر , فاذا اخدنا مثال ظاهرة التدين نجد ان الباحثين الذين درسوها اعتمدوا مفهوم التعبد و الممارسة الدينية و االعتقاد الديني.
-ارتباط المفاهيم بنظرية معينة:
كل مفهوم مرتبط بنظرية معينة , فمفهوم الطبقة مثال مرتبط بالسوسيولوجيا و مفهوم السوائل مثال مرتبط بالفيزياء كما ان كل علم او فرع من فروع المعرفة يتميز بمفاهيمه الخاصة و التي تشكل في نفس الوقت هويته, فالفيزيائيون مثال يختصون بمفهوم الجاذبية و الكتلة و التفاعل....و السوسيولوجيون يختصونبمفهوم الشخصية و علماء السياسة يختصون بالديمقراطية و الحكم و السلطة والتداول و التناوب و العدالة و المساواة....اال ان هذا ال يعني ان الحدود بين العلوم جامدة و مطلقة , فعلماء السياسة و السوسيولوجيا و االنطروبولوجيا و علماء النفس كلهم يشتركون في الرغبة في معرفة الفرد داخل قواعد و قطاعات المجتمع.
فلماذا يتوصل العلماء الذين يشتغلون في حقول معرفية متقاربة ؟ الجواب في انهم يستعملون مفاهيم متقاربة كما ان المفاهيم ليست كلها على نفس الدرجة من الدقة و الوضوح كما ان نفس المفهوم ليس له نفس الداللة في القانون الخاص او العام او االقتصاد او القانون الدولي كمفهوم االسرة او مفهوم الملكية.
و تختلف المفاهيم من بلد الى اخر و من جماعة الى اخرى, و خاصة اذا كانت احدى الجماعات هي التي انتجت مفهوم الجماعة و الجماعات االخرى هي التي نقلت عنها المفهوم. فالديمقراطية مثال تختلف من جماعة الى اخرى حسب فهم تلك الجماعة لقواعد الديمقراطية و حسب اداراكها لغاية تلك الممارسة منها تاتي ضرورة تحديد المفاهيم المراد استعمالها خاصة اذا كانت هذه المفاهيم محل اختالف الن لها تاثير مباشر على الموضوع المراد دراسته و تحليله.

مناهج البحث في علم االجتماع:
-البحوث الوصفية و التفسيرية:
يمكن ان تكون البحوث في علم االجتماع بصفة عامة وصفية او تفسيرية او كالهما و تهدف البحوث الوصفية الى اكتشاف الوقائع االجتماعية و عرضها او وصف الوقائع االجتماعية . و تسعى البحوث التفسيرية الى تقديم اسباب
سوسيولوجية لحدث ما.
-النظريات البنائية : او كما يصفها علماء االجتماع بالنظريات التأويلية حيث تفتح المجال لمخيلة الباحث خارج قواعد المجتمع لتحديد سلوك الفرد و المجتمع والوصول إلى خالصات يعتبرها اساسية في خلق الدينامية لالحداث التي يمكن لهذا المجتمع ان يشهدها.
-البحوث الكمية و الكيفية:
يقسم علماء االجتماع المسألة الى نوعين مناهج كمية و كيفية . تستخدم المناهج الكيفية في انتاج كيانات عديدة و احصائية و عادة ما تستخدم هذه
المناهج الكيفية في البحوث المتعلقة بالعالقات االجتماعية و الحراك االجتماعي... و تستخدم المناهج الكيفية بصفة اساسية في انتاج بيانات حول الخبرات و المعاني الشخصية للفاعل االجتماعي و ذلك لتسليط الضوء علىسلوك الفاعل و لغته و مع ذلك يوجد تداخل شديد في استخدام المناهج الكمية
و الكيفية , و يستخدم علم االجتماع النوعين معا الستكمال البيانات.
-البيانات الموضوعية و الذاتية في علم االجتماع:
تشير البيانات الموضوعية الى الوقائع و المعلومات على الواقع االجتماعي خارج الفرد او خارج نطاقه اما البيانات الذاتية فتشير الى المعلومات بشان خبرات االفراد و مشاعرهم و ال تتعلق هذه البيانات بكيفية تاثير المجتمع بقدر ما تتعلق بالكيفية التي يشعرها الفرد ازاء مجتمعه و تفكيره و تصرفاته نحو المجتمع . يهتم بالبيانات الموضوعية لدرجة واضحة و يهتم كذلك بالبيانات الذاتية بشكل اوضح.
-المصادر االولية و الثانوية:
تشير المصادر االولية للمعلومات الى البيانات الناتجة عن البحث االصلي الذي قام به عالم االجتماع و يؤدي استخدام المالحظات و االستبيانات الى انتاج بيانات اولية. اما المصادر الثانوية للبيانات فهي المصادر الموجودة بالفعل مثل اإلحصاءات الرسمية و الصحف و األطروحات و البحوث التي نوقشت داخل الجامعات و مع ذلك
فالمصادر االولية في حاجة الى المصادر الثانوية و العكس صحيح.
-المسح االجتماعي :
يقوم العلماء الذين يرغبون بانتاج بيانات احصائية اصلية باجراء مسح اجتماعي . وفي المسح االجتماعي يتم جمع بيانات مقننة من مجتمع البحث و تعد االستبيانات و المقابالت اكثر االساليب استخداما في تنفيذ المسح االجتماعي ويهدف المسح االجتماعي إلى إنتاج بيانات تشكل اساسا بالتعميم حول مجتمع المسح و هذا يعني ان االستجابات في المسح ال بد ان تكون قابلة للتحول الى
شكل كمي و يظهر المسح االجتماعي من النوع البسيط الى النوع المركب.

-المعاينة:
غالبا ما يكون المجتمع المستهدف من المسح كبيرا او ممتدا , فقد يكون اسرا او قبائل او جمهور الناخبين, لذلك ال بد من اختيار العينة اختيارا دقيقا, فاذا اشتملت العينة على بعض االخطاء فان ذلك يشكل خطرا على النتائج و بالتالي على المحصالت. اما الخطوة الثانية فهي عبارة عن قائمة يتم اختيار العينة منها و مثال ذلك السجالت االنتخابية و السجالت المدرسية و سجالت االحصاء.
انواع المعاينة :
-المعاينة المتمثلة و المعاينة غير المتمثلة : و تعني اختالف الحجم من مجتمع آلخر و من جنس آلخر داخل نفس المجتمع و ذلك باختيار فرضيات دقيقة مع اختيار اعداد كبيرة للدراسة لتفادي الشكوك ، فالجنس الذكري او االنثوي و اللون االبيض او األسود و النسب الصغير او الكبير كلها فرضيات يجب اخذها بدقة.
-المعاينة العشوائية و المعاينة المنظمة: و يقصد بها اعطاء احكام مسبقة دون اللجوء للمعطيات العلمية و الموضوعية و دونما االستعانة باالحصاءات المضبوطة و بالتالي فالخالصات تكون غير مضبوطة و غير علمية و النتائج تكون كارثية عكس المعاينة المنتظمة التي تلجأ إلى االحتماالت الرياضية و الدقة في تحري السبل
الكفيلة بالوصول الى نتائج علمية و ذلك باتباع فرضيات تحترم اللون و الجنس و
العرق و السن. فالعشوائية في المالحظة و المعاينة هي سبب في الكوارث
االجتماعية و في استفحالها و قد تكون سببا مباشرا في ميالد كوارث اجتماعية اخرى

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع